recent
أخبار عاجلة

المرأة في الإسلام والذكاء الاصطناعي: فرص متساوية في عالم متغير

 





المرأة في الإسلام والذكاء الاصطناعي: فرص متساوية في عالم متغير

بقلم د. أسماء دسوقى مستشار شبكة إعلام المرأة العربية لشؤون الذكاء الاصطناعي 

الإسلام كرّم المرأة ومنحها حقوقًا لم تكن لها في مجتمعات أخرى، مؤكدًا على مساواتها مع الرجل في الإنسانية والكرامة والحقوق. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح الذكاء الاصطناعي وسيلة جديدة لتحقيق هذه المساواة وتعزيز دور المرأة في المجتمع. فكيف يمكن للمرأة أن تستفيد من هذه التكنولوجيا؟ وكيف يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة لتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا

أكد الإسلام على مكانة المرأة وحقوقها، حيث يقول الله تعالى:

"وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ" (البقرة: 228)، وهو تأكيد على مبدأ العدل والتكافؤ بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات. كما جاء في حديث النبي ﷺ:

"إنما النساء شقائق الرجال" (رواه أبو داوود)، مما يدل على أن المرأة مكملة للرجل في المجتمع ولها دور لا يقل أهمية عن دوره.


الإسلام أتاح للمرأة حقوقًا أساسية مثل التعليم، العمل، التملك، وإبداء الرأي، وهي الحقوق نفسها التي يمكن تعزيزها وتوسيعها باستخدام التكنولوجيا الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي.

مع تقدم الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المرأة تحقيق الاستقلالية الاقتصادية، والمشاركة في سوق العمل عن بُعد، والتعلم المستمر دون قيود مكانية أو زمانية. فالتطبيقات الذكية توفر دورات تدريبية في مجالات مثل البرمجة، تحليل البيانات، والتسويق الرقمي، مما يتيح لها فرصًا متساوية مع الرجل في الوصول إلى الوظائف والابتكار في ريادة الأعمال.


ومن خلال التحليل الذكي للبيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي المساهمة في تقليل التحيزات المجتمعية ضد المرأة في التوظيف واتخاذ القرارات، مما يحقق العدل الذي أكد عليه الإسلام. يقول الله تعالى:

"إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (الحجرات: 13)، أي أن الأفضلية لا تُقاس بالنوع أو الجنس، بل بالكفاءة والعمل الصالح.


يمنح الذكاء الاصطناعي فرصًا متساوية للرجال والنساء في النجاح من خلال توفير بيئة عمل مرنة، وتعزيز المشاركة النسائية في المجالات التقنية والقيادية. كما يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة لدعم النساء في مجالات البحث العلمي، والصحافة، والإعلام، والتجارة الإلكترونية.


ولكي يتحقق ذلك، يجب دعم النساء في تعلم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتشجيعهن على دخول مجالات البرمجة والتكنولوجيا، مما يعكس روح الإسلام في دعم العلم والمساواة، كما قال النبي ﷺ:

"طلب العلم فريضة على كل مسلم" (رواه ابن ماجه)، والمسلم يشمل الرجل والمرأة.


الإسلام والذكاء الاصطناعي يلتقيان في نقطة جوهرية: تحقيق العدل والمساواة بين الجنسين. وكما مكّن الإسلام المرأة من حقوقها، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة لتمكينها في العصر الحديث، مما يضمن لها دورًا فاعلًا في بناء المجتمعات وتحقيق التقدم.

google-playkhamsatmostaqltradent