recent
أخبار عاجلة

الفنان لطفي بوشناق والدكتور معتز صلاح الدين... حين تتلاقى الكلمة الحرة مع اللحن الصادق

 





الفنان لطفي بوشناق والدكتور معتز صلاح الدين... حين تتلاقى الكلمة الحرة مع اللحن الصادق

بقلم حسين السمنودي

الكاتب الصحفي



في زمنٍ تتداخل فيه الأصوات وتتنازع فيه النوايا، تبقى الكلمة الطيبة أصدق ما يصل إلى القلب، وأعمق ما يُحفر في الوجدان. ومن أرض تونس الخضراء، تلك التي أنجبت عباقرة الطرب والموقف، أطل علينا الفنان العربي الأصيل لطفي بوشناق برسالة ملؤها التقدير والاحترام، بعث بها إلى الإعلامي المصري القدير الدكتور معتز صلاح الدين، يشكره فيها على مجهوداته الصحفية النبيلة، التي تنصف الكلمة وتحتفي بالصوت الحر.


تلك الرسالة، على بساطتها في ظاهرها، تحمل في طيّاتها عبق التاريخ ورقي الأخلاق. إنها ليست مجرد كلمات مجاملة، بل شهادة فنانٍ حمل لواء الأغنية الهادفة، وتربع على عرش الكلمة الملتزمة، تجاه صحفيٍّ حمل قلمه بضمير حي ووجدانٍ لا يعرف المساومة.


لقد استطاعت رسالة بوشناق أن ترسم خريطة جديدة للحوار بين الشعوب، وتؤكد أن الكلمة الطيبة لا تعرف جوازات السفر، ولا يقف في طريقها عائق من حدود أو لهجات. فحين تكون الكلمة صادقة، وتُقال من قلبٍ نابض بالإحساس، فإنها تصل... وتترك أثرها.


من تونس، بلاد الزيتون والياسمين، إلى مصر، أرض الكنانة ومهد الحضارات، حلّقت هذه الرسالة كطائر نورسٍ لا يعرف غير الصفاء طريقًا. حملت معها المعاني النبيلة، وربطت بين قلبين نبضا بحب العروبة، وتلاقيا على مرافئ الجمال والإبداع.


وليس غريبًا أن تكون هذه التحية من بوشناق، الذي لطالما غنى للأمة، وتغنى بالقيم، وجعل من صوته مرآةً لوجدان الإنسان العربي. كما أنها ليست غريبة على الدكتور معتز صلاح الدين، الذي أثبت على مدار سنوات طويلة أن الكلمة قد تكون وطنًا، وأن الصحافة ليست مهنةً بل رسالة.


في عالمٍ يكاد ينسى قيمة الإحساس، ويغرق في صخب المصالح، تضيء مثل هذه اللحظات كالنجوم في ليلٍ طويل. لحظات تؤكد لنا أن الاحترام لا يُشترى، وأن التقدير الحقيقي لا يُصطنع، وأن الوجدان العربي ما زال حيًا، ينبض بكل خير.


إنها رسالة، نعم، لكنها أيضًا رمز. رمزٌ لوحدة الوجدان العربي حين يتجلى في أسمى صوره: فنان يكرم صحفيًّا. تونسي يرسل شكره لمصري. أخٌ يشد على يد أخيه... في زمنٍ عزّ فيه الوفاء.

فلتحيا الكلمة الحرة، ولتحيا الكلمة الطيبة التي تعبر القلوب قبل المسافات.

ولعل هذه الرسالة لا تُفهم على حقيقتها إلا إذا عدنا إلى سيرة الدكتور معتز صلاح الدين، ذلك الصحفي الذي لم يكن يومًا مجرد ناقل أخبار، بل صانع وعي، وناشر أمل، وصوتٌ يعلو في زمن الصمت. فمنذ بداياته في بلاط صاحبة الجلالة، أثبت أنه صاحب قلم لا يخشى، وموقف لا يساوم، وصوت لا ينكسر.


على مدار سنوات، أسس الدكتور معتز صلاح الدين مدارس إعلامية فكرية عنوانها الالتزام والموضوعية والانحياز للحق. لم يكن يومًا جزءًا من الضوضاء الإعلامية التي تغرق في الجدل الفارغ، بل كان طاقة بناء وضمير أمة. كتب في الصحافة، وظهر في الإعلام، وتحدث في الندوات، وكان حضوره دائمًا عنوانًا للرقي والاعتدال والعقل.


أما على المستوى الإنساني، فهو لا يقل إشراقًا. عُرف بدعمه المتواصل للمواهب الشابة، وسعيه لتكريم الشخصيات المؤثرة في صمت، ومناصرته للقضايا العادلة، دون صخب أو ادّعاء. وهو من الذين يُؤمنون بأن "الاحترام لا يُفرض، بل يُكتسب"، وقد كسبه من الجميع.


هذه الرسالة من لطفي بوشناق لم تكن مجرد تحية، بل اعتراف بدورٍ كبيرٍ يُقدمه الدكتور معتز صلاح الدين للعالم العربي. دور يضع الكلمة في موضعها، ويعيد للصحافة هيبتها، وللثقافة مكانتها.


إن ما يربط بوشناق بمعتز صلاح الدين ليس فقط الإبداع والاحترام، بل وحدة الحلم العربي، حيث يتلاقى الصوت الصادق مع القلم الحر، ويجتمع الفن الهادف مع الإعلام الشريف. ومثل هذه اللقاءات لا تُصنع، بل تُولد من رحم الإخلاص.


ومن هنا، فإن هذه اللحظة ليست فقط درسًا في الوفاء، بل هي دعوة لنا جميعًا أن نعيد للكلمة مكانتها، وأن نُحيي من جديد أخلاقيات المهنة، وقيم الاحترام، وروح العروبة.


فلك يا بوشناق التحية، وللدكتور معتز صلاح الدين كل التقدير، وللكلمة الحرة الخلود.

google-playkhamsatmostaqltradent