المرأة تقود ..أصبحت حقيقة واقعية
بقلم ا.د: فتحي الشرقاوي
لم تعد قضية مشاركة المرأه بوصفها قائدة تنفيذيه،مجرد شعار يتم ترديده في سياق الحديث عن المطالبة بحقوق المرأة،وانما أصبحت حقيقة واقعية تمليها علينا جملة التغيرات المجتمعيه السريعة والمتلاحقة اقليميا ودوليا ،من هذا المنطلق لابد لنا أن نثمن ونقدر في هذا الصدد الدور الجوهري والريادي.للاكاديمية الوطنية للتدريب بموجب التوجيهات الرئاسية في هذا الصدد، ولكي تصبح الامنيات والأماني حقائق ماثلة أمام اعيننا في صورة منتج قيادي نسوي حقيقي..علينا تناول عدة محددات...
الأول.كلمة قيادة كما وردت في الشعار المعلن لم تشر إلى نوعيه ودرجة المركز القيادي،مما يشير الى أن الهدف اعدتد كوادر نسائية قائدة ،تشغل كافة المراكز القيادية بدايه من قيادة وحدة إدارية صغيره للوصول إلى قيادة قمة العمل الاداري( وزيرة) وهنا يحق لنا كراي عام ان نطرح بدورنا عدة اشكاليات..
الاشكالية الاولى
كيف تستطيع الأكاديمية بما تضمه من كوادر علمية متخصصة في مجال المرأة من تحقيق مثل هذا الهدف الاعم والاشمل ماليا وفنيا ..الخ فالقضية هنا ليست مجرد رفع أطر نظرية لمغازلة الرأي العام بقدر كونها قضية مجتمعيه في حاجة لتجسيد فعلي على ارض الواقع، لكل ماسبق اطالب الدكتورة رشا غالب بأن تطالعنا بتصور اجرائي (محدد) لكيفة الوصول اجرائيا لذلك الهدف زمنيا ،فقد سلمنا في مجتمعنا من كثرة التطورات والاستراتيجيات مع قله النواتج والتفعيلات.
الإشكالية الثانية
كيف سيتم اختيار العناصر النسائية التي ستخضع بدورها للتدريب، أو لنقل بلغتنا العلمية المنهجية ماهى معايير الاختيار ، أن التحديد المسبق للمعايير يعد اول خطوات نجاح المشروع، ودون إعلانه بوضوح أمام الرأي العام يصبح المشروع برمته محل شك ،ومن ثم اطالب المعنيين على الأكاديمية سرعة اطلاع الرأي العام على تلك المعايير مسبقا، حتى لا نجد انفسنا في النهايه وقد اخترنا مجموعة من السيدات اللاتي لا يمثلن ديموجرافيا بنية مجتمعنا المصري( كلامي واضح)‼️
الاشكالية الثالثة
كيف ستقوم الأكاديمية بمثل هذا العمل القومي الضخم،على مبعدة من مراكز البحوث والدراسات الخاصة بالمرأة التي تصدت عبر قرون مضت لطبيعة المرأة المصرية ووضعها ضمن الإرث الاجتماعي ،فأنا احد اعضاء هيئة التدريس بأحد الجامعات الحكوميه ومعني طيلة نصف قرن بدراسات عن الطابع القومي للشخصية المصرية( رجالها ونساىها) ولا أعرف أهداف الاكاديميه الا من خلال القراءات العابرة عنها من خلال الاعلام ...ومن ثم يصبح لزاما على الاكاديميه من الطرح العلني والواضح للورد الذي سيتولى عمليتي الاختيار والتدريب،ويارب مشوفش حد منهم واخد دورة لمدة أسبوعين تحت شعار كوتشنج ثم نجده متصدرا قائمة المدربين
ولازال للحديث بقية إن كان في العمر بقية
مجرد خاطره
كاتب المقال
ا.د.فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس السياسي
جامعة عين شمس