recent
أخبار عاجلة

خليةُ النحلِ..النموذجُ الغائبُ عن حياةِ البشر بقلم الدكتور أحمد الحموى




خليةُ النحلِ

النموذجُ الغائبُ عن حياةِ البشر

بقلم الدكتور أحمد الحموى

( درسٌ في الانضباطِ، القيادةِ، التنميةِ، وصناعة الإنسانِ )



في زاويةٍ هادئةٍ من الطبيعةِ، تدورُ حياةٌ كاملةٌ داخلَ خليةٍ صغيرةٍ، لا صخبَ، لا فوضى، لا صراعَ على الأدوارِ.


النحلُ، هذا الكائنُ الصغيرُ، يقدِّمُ لنا نموذجاً متكاملاً لمجتمعٍ لا يحتاجُ إلى قوانينَ وضعيّةٍ ليعيشَ بانضباطٍ، ولا إلى حملاتِ توعيةٍ ليُحافظَ على بيئتِهِ، ولا إلى قادةٍ يتصارعونَ على المناصبِ… بل كلُّ فردٍ فيه يعرفُ من هو، وماذا عليه أن يفعلَ.


فهل منَ العدلِ أن تكونَ خليةُ النحلِ أكثرَ وعياً وتنظيماً من مجتمعاتٍ بشريةٍ تزعمُ التطوّرَ ...... ؟!



أولًا: النحلةُ ضدَّ الفوضى – قانونُ الانضباطِ الفطريِّ


في خليةِ النحلِ لا وُجودَ للفوضى... لا أحدٌ ينامُ على أملِ أن "يحدثَ شيءٌ"، ولا توجدُ نحلةٌ تنتظرٌ أن يُقالَ لها ما تفعلُ.


في المقابلِ، نعيشُ نحن في مجتمعاتٍ مليئةٍ بـ"ثقوبِ الفوضى السلوكيّةٍ" التي تَحدّثنا عنها في سلسلة صناعةِ وبناءِ الإنسان.


تلك الثقوبُ التي تبتلعُ الطاقاتِ وتُشوّهُ الهوياتٍ، وتخلقُ أجيالاً تبحثُ عن ذاتِها في دوّامةّ من اللامعنى.


النحلُ لا يحتاجُ إلى "نقطةِ نظامٍ"، لأنّهُ ببساطةٍ يعيشُ وُفْقَ نظامٍ.


أمّا نحن، فصارت مجتمعاتنا بأمسِّ الحاجةِ إلى "نقطةِ نظامٍ مُبكّرٍ" تُعيدُ ضبطَ البوصلةِ، قبل أن تنهارَ الخليةُ الكبرى التي نسمّيها وطناً أو أمّةً.


ثانياً: القيادةُ عندَ النحلِ


( لا صوتٌ ولا ضجيجٌ، بل وظيفةٌ )


ليست الملكةُ في خليةٍ النحلِ طاغيةً ولا متسلّطةً.

فهي لا تصرخُ، ولا تفرِضُ، ولا تتصدّرُ المشهدَ، لكنَّها موجودةٌ لتقومَ بدورٍ دقيقٍ، وهو ضمانُ استمرارِ الحياةِ.


فالقيادةُ هنا ليست امتيازاً بل تكليفٌ، ليست استعراضاً بل وظيفةٌ حياتيّةٌ.


نموذجُ القيادةُ في النحلِ يُعطينا درساً جوهريّاً في مشروعنا حول القيادةِ الأخلاقيّةِ، وهو......


أنَّ القائدُ الحقيقيُّ هو من يُلهِمُ بالخدمةِ، لا مَن يفرِضُ بالخوفِ.


وهو مَن يبني الخليّةَ ويزرعُ الأمنَ الفكريَّ والسلوكيَّ فيها، لا مَن يجعلُ منها عباءةً لسلطتِهِ.



ثالثاً: كلُّ نحلةٍ تعرِفُ دورَها  ( علاجٌ لثقبِ الهويّةِ المائِعَةِ )

لا توجدُ نحلةٌ "تتمنّى" أن تكونَ غيرَ ما هي عليه، ولا نحلةٌ تسخَرُ من وظيفةِ أختِها، ولا مَن تعتقدُ أنَّ جمعَ الرحيقِ أهمُّ من الحراسةِ أو التنظيفِ.


الكلُّ يعملُ في منظومةٍ متكاملةٍ، بلا عقدِ تفوّقٍ أو نقصٍ.


وفي المقابل، نعاني نحنُ من "ثقبِ الهويّةِ المائِعةِ"، حيث لا يعرفُ الكثيرُ منَ الناسِ من يكونون، ولا ماذا يريدون أن يكونوا.


حيث تضيعُ الحدودُ بين الأدوارِ، وتتشوَّهُ الصورُ بين التخصّصات، ويضيعُ الإنسانُ في نسخةٍ هجينةٍ لا تمتُّ لهويةٍ واضحةٍ بصلةٍ.


النحلُ هنا يُعيدُ إلينا درساً بسيطاً وهو ......


لا تستهينَ بدوركَ، فقط أدِّهِ بإتقانٍ …


فالخليةُ تحتاجُكَ.


رابعاً: النحلةُ لا تستهلكُ أكثرَ ممّا تحتاجُ ( نموذجُ تنميةٍ مستدامةٍ )


لا يزرعُ النحلَ الفوضَى في البيئةِ، لا يُلوّثُ، لا يهدرُ، لا يقتاتُ على حسابِ غيرهِ.


بل على العكسِ، هو شريكٌ طبيعيٌّ في حفظِ التوازنِ البيئيِّ، ومصدرُ غذاءٍ نقيِّ للإنسانِ.


أليس هذا ما نطمحُ إليه حين نتحدّثُ عن "التنميةِ المستدامةِ" .....؟!!


النحلُ لا يعرفُ هذه العبارةً، لكنَّهُ يعيشها.


بينما نحن؛ لا نكادُ نضعُ شعاراً حتى نبدأ بتجاوزِهِ، أو استنزافِهِ، أو تحريفِهِ لمصالحَ ضيّقةٍ.


فمتى نصبحُ نحلاً… في رؤيتِنَا ......؟



خامساً: من النظامِ يخرجُ الخيرُ ( تنوّعُ نِتاجِ الخليّةِ )


.

.

.

.

.

.



تتمة المقالة على الرابط 




https://www.facebook.com/share/16L8BQVg7D/


#صناعة_بناء_الإنسان


المستشار الأكاديمي والسلوكي

الدكتور أحمد الحموي


رئيس مجلس القيادة الأخلاقية وصناعة وبناء الإنسان 

في فرسان السلام 


كبير المستشارين العلميين 

لشبكة إعلام المرأة العربية


المدرب المعتمد للتنمية المستدامة 

في البرلمان الدولي لعلماء التنمية البشرية


google-playkhamsatmostaqltradent