المبدعة "أنيسة أنيس " إحدى الشخصيات النسائية العربية الرائدة تواصل أعمالها الريادية

 

دور المرأة في المجتمع 

و بناء الوعي الرشيد

بقلم د. إيمان ابراهيم 

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

  ..تعد المرأة جزءًا لا يتجزأ من المجتمع، فالنساء يشكلن حجر الأساس للتنمية المستدامة في المجتمع، و المرأة هي المسؤول الأول عن تحديد نوع الحياة التي ستعيشها الأسرة وأفرادها، وتختلف وتتعدد الأدوار التي تقوم بها المرأة في المجتمع وتتنوع ما بين دورها كأم، وكزوجة، و كداعية، و مسؤولة و قيادية وغيرها من الأدوار، و من أبرز أدوار المرأة المؤثرة في بناء المجتمعات ما يلي:- 

* دور المرأة في المجتمع كأم : 

يعد هذا الدور للمرأة من أكبر التحديات التي تواجهها وتقوم بها في حياتها من بين أدوارها الاجتماعية الأخرى، فهي التي تتحمل أعباء ومسؤولية الأسرة بدءًا من تربية الأبناء وحتى إدارتها للمنزل، حيث تعد المسؤولة الأولي التي يجب عليها أن تعزز من أخلاق الأطفال، بتشجيعهم بالطرق الخاصة على الالتزام و الانتظام، والانضباط، والصدق و الوفاء بالعهود و غيرها من الأخلاق و الخصال الحميدة، بالإضافة إلى تقديمها الحب، والعاطفة، والحنان دون أي مقابل، فتكون هي الأم، والصديقة أيضًا لأبنائها، وبذلك تُنشئ أفراد مجتمع أسوياء، أقوياء لديهم القدرة على مواجهة مصاعب الحياة ، ويتميزون بالحكمة، ويرتقون بمجتمعاتهم ويكون لهم بصمةً إيجابية خاصة فيه في كافة المجالات. 

* دور المرأة في المجتمع كزوجة 

يتمثل دور المرأة كزوجة إلى جانب إدارتها للمنزل؛ بمشاركتها زوجها و كفاحها معه و مرافقتها له في رحلة الحياة فهي تخفف عنه الإجهاد والضغط و تهون عليه الصعاب، وتساهم أيضاً في خلق البيئة الهادئة والمنظمة له داخل المنزل فى كنف الأسرة، كما توفر له الجو الملائم لتساعده على التفكير بطريقة سليمة و منتجة لإدارة شؤون الأسرة و الوصول بها لبر الأمان ، كما تعد الزوجة لزوجها الداعم الحقيقي للإنجازات التي يقوم بها و أداء و وظيفته المنوط بها داخل و خارج المنزل، وجدير بالذكر الإشارة إلى موقف الزوجة بوفائها و ولائها لزوجها وأفراد أسرتها فهي مصدر إشباع حاجتهم من الحب، والعطف، والراحة، والتقدير والشعور بالثقة. 

* دور المرأة في المجتمع كداعية: 

في ضوء رؤية الدولة المصرية - برعاية فخامة رئيس الجمهورية سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي و بجهود مباركة طيبة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب و معالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري- في التمكين للمرأة في المجال الدعوي ؛ و خير دليل على ذلك الخدمات المقدمة لصقل مهارات الواعظات و تقديم الامتيازات التي تؤهلهن للقيام بدورهن في مجال الدعوة وخدمة المجتمع" الأمر الذي برز معه أهمية دور المرأة في العمل الدعوي، و بناء الوعي الديني ' و تم تسليط الضوء على دورهن وجهودهن في مجال الدعوة، و نشر الفكر الوسطي المستنير ، بل و نجحن بجدارة في هذا الأمر بفضل الله تعالى و تشجيع المسئولين- أعزهم الله- لهن على هذا الدور العظيم المؤثر في المجال الدعوي.

* دور المرأة في المجتمع كمسؤولة و قيادية 

تخدم المرأة المجتمع وتساهم في تطويره وتنميته من خلال مناصبها القيادية في المجتمع،حيث أصبحت قادرة على تطبيق خبرتها العلمية بقوة و إصرار و عزيمة ونجاح في الحياة المهنية، فأصبحت المرأة رائدة و مسئولة و قائدة، وقد شغلت العديد من المسميات الوظيفية الهامة في كافة المجتمعات وعلى جميع الأصعدة. 

 ويعود هذا الأمر لارتباط المرأة بالأسرة و التي تعد الجزء الأساسي للمجتمعات،حيث تقوم بتطبيق الاستراتيجيات السليمة و الفعالة و التي تقوم فيها بدورها كأم وزوجة بالفطرة السليمة الصائبة على النواحي التي تعمل بها كمسئولة وقائدة حسب خبرتها و تفوقها في هذا المجال، فهي تهتم بشكل أكبر بالأشخاص الذين ترأسهم و كذا تهتم بالتفاصيل التي تتعلق بهم أكثر، الأمر الذي يترتب عليه كونها قادرة على خدمتهم ومساعدتهم في تحقيق الفعالية الإيجابية و التنمية المستدامة الضرورية للمجتمعات و أداء وظيفتهم بحب و على أكمل وجه ،

 و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

كاتبة المقال 

مدرس بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر وواعظة بارزة من  واعظات وزارة الأوقاف المصرية