recent
أخبار عاجلة

الدكتورة إيمان إبراهيم... عالمة الأزهر وأحد رموز الدعوة النسائية بمساجد القاهرة بقلم الكاتب الصحفى حسين السمنودي

 






الدكتورة إيمان إبراهيم... عالمة الأزهر وأحد رموز  الدعوة النسائية بمساجد القاهرة

بقلم الكاتب الصحفى حسين السمنودي


في رحاب الأزهر الشريف، حيث يتشكل الوعي الديني الرشيد وتتفتح العقول على نور الشريعة وبهاء القانون، برزت شخصية علمية ودعوية فريدة، استطاعت أن تجمع بين صرامة البحث الأكاديمي ورقة الأسلوب الدعوي، وبين قوة الفكر ودفء الروح. إنها الدكتورة إيمان إبراهيم، المدرسة  بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وإحدى أبرز الواعظات المجتهدات في وزارة الأوقاف بالقاهرة.


تتمتع الدكتورة إيمان بتكوين علمي متين، اكتسبته من دراستها العميقة في واحدة من أعرق الكليات الأزهريّة، حيث اجتمعت أصول الفقه بروح القانون، وتشربت فقه الواقع من مناهج الأزهر المعتدلة، ما منحها قدرة فريدة على الجمع بين النصوص ومقاصدها، وبين الحكم الشرعي ومتطلبات العصر. ولم تقف في محراب العلم فقط، بل مدت يدها إلى المجتمع كله، فكان حضورها في المساجد ندياً، وحديثها في المحاضرات مؤثراً، وجلساتها الدعوية نموذجاً للرقي والفهم.


بجانب عملها الجامعي، تتقلد الدكتورة إيمان منصب المنسق بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وهي مساحة واسعة لحوار الثقافات وصناعة الوعي العالمي، تثبت من خلالها أن المرأة العالمة قادرة على التأثير دولياً، وتمثل مصر والأزهر في المحافل الفكرية والدينية بأبهى صورة.


وفي ساحات الدعوة، تسطع كرمز  نسائي ملهم، تشارك في قوافل التوعية، وتحمل رسالة الرحمة والموعظة الحسنة، فتدخل القلوب بلا استئذان. من خلال صبرها، ولغتها الهادئة، وتنوع موضوعاتها، مما جعل منها واحدة من أكثر الواعظات تفاعلاً مع الجمهور النسائي داخل المساجد، خاصة في المناطق الشعبية، حيث تحتاج الدعوة هناك إلى خطاب شديد التوازن، يجمع الحزم واللين، العلم والخبرة، العقل والعاطفة.


ولا تقف مساهماتها عند حدود الاجتهاد، بل تتقدم الصفوف في ريادة الدعوة النسائية، حيث وضعت بصمتها الخاصة في تطوير أساليب الوعظ النسائي، من خلال إدماج الجانب الأكاديمي في العمل الدعوي، وتقديم نماذج جديدة للحوار مع الناس، ترتكز على التيسير والاحتواء لا التعقيد والنفور. إن ريادتها في الدعوة إلى الله لا تنبع فقط من علمها، بل من رؤيتها المتزنة، وفهمها العميق لحاجات الناس، ومهاراتها في التواصل والتأثير.


نال اجتهادها العديد من شهادات التقدير، ولكن ما تناله من حب الناس واحترامهم أعظم بكثير من أي ورق أو تكريم. فقد استطاعت أن تكون نموذجاً عملياً لما يجب أن تكون عليه الواعظة الأزهرية، علمًا وعملًا، خلقًا وسلوكًا، انضباطًا وتأثيرًا.


الدكتورة إيمان إبراهيم لا تمثل نفسها فقط، بل تمثل جيلاً جديدًا من الواعظات اللواتي غيرن الصورة النمطية، وجعلن من العمل الدعوي النسائي ركيزة حقيقية لبناء الوعي الوطني والديني. هي ابنة الأزهر البارّة، وابنة الأوقاف النشيطة، وابنة مصر التي تفتخر بها كلما صعدت منبرًا، أو جلست إلى حلقة علم، أو مثلت البلاد في محفل علمي أو فكري.


هذه هي الدكتورة إيمان إبراهيم... وجه من وجوه النور في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى العلم الهادئ والدعوة الصادقة والريادة الحقيقية في سبيل الله.

google-playkhamsatmostaqltradent